×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

فهو لا يُحْسِن الطيرة بنفسه، لكنه يسأل المُتطيِّر، ويطلب منه أن يتطير له. فالحكم سواء، مَن فَعَل الطِّيَرة ومَن فُعِلت له.

قوله: «أَوْ سَحَرَ أَوْ سُحِرَ لَهُ» السِّحر: سبق لنا في باب السحر أنه كفر بالله عز وجل. كذلك مَن سُحِر له؛ كمن يقول: يا فلان، أريدك أن تسحر لي فلانًا. أو سُحِر له دون أن يطلب من الساحر ورضي به؛ لأن رضاه بالسحر معناه أنه رَضِي بالكفر. أو قال: يا فلان، أنا مسحور، اعمل لي سحرًا يَرفع عني هذا السحر الذي عندي. أي: طَلَب منه أن ينجيه من سحر أصابه. وهذا سيأتي بيان حكمه في باب النُّشْرة.

فدل هذا الحديث على أن السحر حرام، وأن الإنسان لا يجوز له أن يتعالج بالسحر؛ لأنه إذا تعالج بالسحر فقد أقر السحر، والسحر كفر بالله عز وجل؛ لأنه من عمل الشيطان، ويكون رضاه به وطلبه له مشاركة منه في هذا الكفر، والعياذ بالله.

فلا يجوز الذَّهاب إلى السحرة لعمل السحر، ولا أن يُطلب منهم فك السحر؛ لأن هذا طلب للكفر وموافقة على الكفر.

قال: «وَمَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم » هذا مثل الأحاديث السابقة، يدل على تحريم الذَّهاب إلى الكهان، وسؤالهم وطلب المعلومات منهم؛ لأن هذا رضا بالكفر واستعمال للكفر. والمسلم لا يجوز أن يرضى بالكفر، ولا أن يشارك الكفرة في أعمالهم. فليس للإسلام معنى ولا للتوحيد معنى إذا كان المسلم يتلبس بهذه الأعمال ويرضى بها!


الشرح