هذا الحديث في «صحيح» مسلم، لكن دون قوله: «فَصَدَّقَهُ»، وقد رواه الإمام أحمد
وغيره بهذه اللفظة: «فَصَدَّقَهُ» ([1]).
والحديث يدل على تحريم الذَّهاب إلى العرافين.
وسبق لنا تعريف العراف: أنه الذي يدعي معرفة علم الغيب، أو يُخبِر عن
الأمور الغائبة بواسطة الحَدْس والتخمين وأعمال يعملها. فهذا هو العراف، كما بينه
البغوي فيما سيأتي.
أما شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فيقول: «العراف: اسم للكاهن والمنجم والرَّمَّال، ونحوهم»، فهو اسم أعم من
الكاهن؛ لأنه يشمل الكاهن وغيره.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «لَمْ
تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا» هذا وعيد يدل على تحريم الذَّهاب
إلى العرافين.
فإذا ذهب الإنسان إلى عراف ليسأله عن شيء، فإنه لا تُقبل له صلاة مدى
أربعين يومًا. وهذا عقوبة عظيمة، بمعنى أنه ليس له ثواب في صلاته، يصلي أربعين
يومًا وليس له عليها أجر ولا ثواب.
وهذا وعيد شديد، فكيف إذا صَدَّقه؟! فإن صَدَّقه كان الأمر أشد، وسيأتي في
حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي بعده أنه يَكفر بما أُنزل على محمد صلى الله
عليه وسلم.
قوله: «عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم » المبهم هنا هو: أُم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (9536).