×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

تبين لنا فيما سبق أن الكاهن هو الذي يَدَّعِي علم الغيب، بواسطة الشياطين الذين يسترقون السمع، فيتعامل معهم بطاعتهم فيما يأمرونه به من الكفر والشرك بالله عز وجل. فهم يخبرونه عن الأشياء التي تخفى عليه مقابل كفره بالله وإفساده لدينه، قال عز وجل: ﴿هَلۡ أُنَبِّئُكُمۡ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَٰطِينُ ٢٢١ تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ ٢٢٢ يُلۡقُونَ ٱلسَّمۡعَ وَأَكۡثَرُهُمۡ كَٰذِبُونَ ٢٢٣ [الشعراء: 221- 223]، هؤلاء هم الكهان.

فمن ذهب إلى الكاهن وسأله عن شيء من أموره، ثم صَدَّقه بما يقول؛ فقد كَفَر بما أُنزِل على محمد صلى الله عليه وسلم.

والذي أُنزِل على محمد صلى الله عليه وسلم هو القرآن والسنة. فلا يجتمع تصديق الكاهن مع الإيمان بالقرآن، هما ضدان لا يجتمعان؛ لأن القرآن حَرَّم الكهانة وحَذَّر من الكهان.

فلو كان مُصدِّقًا للقرآن لامتنع عن الذَّهاب إلى الكهان، فلا يجتمع هذا وهذا.

وليس شرطًا أن يذهب إليهم بنفسه، بل لو اتصل عليهم بالهاتف، أو كَتَب لهم خطابًا وأرسله إليهم، وجاءه الجواب وصَدَّق؛ فالحكم واحد، سواء ذهب بنفسه، أو سألهم بواسطة الهاتف، أو بواسطة الكتابة، أو بواسطة شخص يرسله إليهم.

فالمهم أنه يسألهم ويُصدِّقهم، فإذا سألهم وصَدَّقهم فقد كفر بما أُنزِل على محمد صلى الله عليه وسلم.

وهذا وعيد شديد يدل على أنه لا يجتمع الإيمان بما أُنزِل على محمد صلى الله عليه وسلم والإيمان بما يقوله الكاهن.


الشرح