×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قال الشيخ رحمه الله: «باب ما جاء في النُّشْرة» أي: من الحديث وأقوال أهل العلم.

والنُّشْرة - بضم النون المشددة -: مأخوذة من النَّشْر وهو التفريق، فيقال: نَشَر الشيء، إذا فَرَّقه.

وأما في الشرع فهي كما قال ابن القيم: «حَل السحر عن المسحور». هذه هي النُّشْرة؛ سُميت نُشْرة لأن فيها تفريقًا للسحر عن المسحور.

ومناسبة هذا الباب لما قبله ظاهرة؛ لأنه لما ذَكَر في الأبواب السابقة السحر، وذَكَر شيئًا من أنواع السحر؛ أراد أن يبين في هذا الباب كيف يُعالَج المسحور؛ لأن السحر إصابة وله أثر يعاني منه المسحور، فيحتاج إلى علاج، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل مِنْ دَاءٍ إلاَّ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ» ([1])، والناس سيطلبون العلاج، فلابد أن يُبَيَّن لهم العلاج المباح من العلاج المحرم. وقد تقدم لنا أن السحر كفر، وأن الساحر يجب قتله.

فبماذا يُعالَج السحر؟ لابد من معرفة ذلك؛ لئلا يذهب الناس إلى الأمور المحرمة.

فهذا الباب لبيان ما يباح وما يَحْرُم في طلب العلاج من السحر؛ لأن الناس في أشد الحاجة إلى معرفة هذا.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (3578)، وأبو يعلى رقم (5183)، والحاكم رقم (7424)، والطبراني في الكبير رقم (10331).