والخوف وأكلوا أموال الناس بالباطل.
أما إذا صح أنه مصاب بالسحر، فهذا هو موضع البحث الآن، والسحر سبق بيان أن
منه ما هو حقيقة، ومنه ما هو تخييل ومِن عمل الشيطان، فهو واقع وموجود في الناس من
قديم، لكن لابد من التحري ولابد من التأكد.
فإذا تأكد الإنسان أن ما أصابه سحر، فإنه حينئذٍ يَطلب العلاج على أيدي أهل
الحِذْق والمعرفة والعقيدة الصحيحة ومعرفة التوحيد. ولا يَذهب إلى المشعوذين
والدجالين، الذين يحتالون على الناس ويأكلون أموالهم بالباطل.
ولذلك ذَكَر الشيخ رحمه الله في هذا الباب حديثًا عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم، وذَكَر أجوبة لأهل العلم من أئمة السلف؛ كالإمام أحمد، والحسن البصري،
وابن القيم؛ فالأمر مهم جدًّا.
قال: «عن جابر رضي الله عنه، أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ النُّشْرَةِ؟»، النُّشْرَة: حَل السحر عن
المسحور - كما سيأتي -. والألف واللام في «النُّشْرَةِ»
للعهد، أي: النُّشْرة المعهودة في الجاهلية.
فقال صلى الله عليه وسلم: «هُوَ
مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ»، وإذا كانت من عمل الشيطان فهي محرمة، ولا يجوز
تعاطيها ولا العمل بها.
فهذا الحديث دليل على تحريم النُّشْرة التي هي من عمل الشيطان؛ لأن الناشر
والمنتشر - كما سيأتي في كلام ابن القيم - كل منهما يتقرب إلى الشيطان بما يحب.
فالشيطان يرفع عنهم ما أوقع فيهم من