عمله وكيده ومكره. وسبق
لنا أن السحر من عمل الشياطين، يؤذي به عباد الله، فإذا تقربوا إليه وخضعوا له
وأطاعوه، فإنه يَرفع عنهم ما عمله فيهم، فيَغتر الناس بذلك!
فحَل السحر بسحر مثله هذا لا يجوز؛ لأنه من عمل الشيطان، وهو كفر بالله عز
وجل.
قال: «رواه أحمد بسند جيد، وأبو
داود»، هذا الحديث في مسند أحمد، وهو بسند جيد. ورواه أبو داود في سننه أيضًا.
فالحديث موجود في المسند والسنن.
وقال أبو داود: «سُئِل أحمد عنها
فقال: ابن مسعود يَكره هذا كله» لأن أبا داود من تلاميذ الإمام أحمد، وقد روى
عنه أحاديث، وروى عنه مسائل وأجوبة، وله كتاب مطبوع اسمه: «مسائل أبي داود»، يتضمن أجوبة للإمام أحمد.
وقد كان تلاميذ الإمام أحمد يُدونون إجاباته ويسمونها مسائل؛ مثل: «مسائل أبي داود»، «مسائل حنبل»، «مسائل عبد
الله بن الإمام أحمد»، «مسائل المروزي»
تلميذ الإمام أحمد.
ثم جاء الخَلاَّل فجَمَع أجوبة الإمام أحمد وفتاويه التي أفتى بها في جامع
واحد، يسمى «جامع الخَلاَّل»، وهو
سِفر ضخم يتكون من أربعين مجلدًا أو أكثر، لكنه ضاع ولا يوجد منه إلاَّ بعض قِطع
وبعض المجلدات. ولو وُجد هذا الجامع لكان فيه علم غزير! ولكن الحمد لله أغلب فقه
الإمام أحمد موجود في كتب المذهب الحنبلي.