قال: «قلت لسعيد بن المُسيَّب» هو:
سعيد بن المُسيَّب، أحد أعلام التابعين، وأحد الفقهاء السبعة الذين انتهت إليهم
الفتوى في زمانهم، وهو عالم المدينة وفقيهها.
قال: «رَجُلٌ بِهِ طِبٌّ» يعني: أن
قتادة بن دِعامة سأل شيخه سعيد بن المُسيَّب عن رجل به طِب. والطب معناه: السحر،
يقال: «مطبوب» يعني: مسحور. وهذا من
باب التفاؤل؛ لأن الطب معناه العلاج، كما يقولون للدَّيغ: «سليم»، من باب التفاؤل بالشفاء.
قوله: «أَوْ: يُؤَخَّذُ عَنِ
امْرَأَتِهِ» أي: يُمنع عن جماع امرأته، فلا يستطيع جماعها بسبب السحر.
قوله: «أَيُحَلُّ عَنْهُ أَوْ
يُنَشَّرُ؟» يُحَل ويُنَشَّر بمعنى واحد، يعني: هل يجوز أن يُعمل لهذا المطبوب
أو هذا المُؤَخَّذ ما يَرفع عنه ما أصابه؟
فأجابه ابن المسيب رحمه الله بقوله: «لاَ بَأْسَ» أي: لا بأس أن يُحَل عنه أو يُنَشَّر.
وقوله: «إنما يريدون به
الإصلاح» أي: أن حَل السحر يراد به الإصلاح وإزالة المرض عن الإنسان. بخلاف
السحر نفسه فإنه يراد به الضرر.
قال: «فأما ما ينفع الناس فلم
يُنْهَ عنه» أي: أن الشارع جاء بإباحة ما ينفع وتحريم ما يضر. والنُّشْرة من
القسم الثاني، أي: من الشيء النافع.