×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قال الفراء: الهامة: طير من طير الليل، كان يعني البومة. قال ابن الأعرابي: كانوا يتشاءمون بها إذا وقعت على بيت أحدهم، يقول: نَعَتْ إليَّ نفسي أو أحدًا من أهل داري!! فجاء الحديث بنفي ذلك وإبطاله ([1]).

وقوله: «وَلاَ صَفَرَ»: بفتح الفاء، روى أبو عُبيدة في «غريب الحديث» عن رؤبة أنه قال: هي حية تكون في البطن تصيب الماشية والناس، وهي أعدى من الجرب عند العرب ([2]).

وعلى هذا فالمراد بنفيه: ما كانوا يعتقدونه من العدوى. وممن قال بهذا: سفيان بن عيينة، والإمام أحمد، والبخاري، وابن جرير.

وقال آخرون: المراد به شهر. والنفي لما كان أهل الجاهلية يفعلونه في النسيء، وكانوا يُحِلُّون المُحَرَّم، ويُحَرِّمون صَفَر مكانه ([3]). وهذا قول مالك.

وروى أبو داود عن محمد بن راشد عمن سمعه يقول: إن أهل الجاهلية يتشاءمون بصَفَر ويقولون: إنه شهر مشئوم! فأبطل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ([4]).

قال ابن رجب: ولعل هذا أشبه الأقوال، والتشاؤم بصَفَر كتشاؤم أهل الجاهلية بشوَّال بالنكاح فيه خاصة.


الشرح

([1])  انظر: فتح الباري (10/241).

([2])  انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (1/25).

([3])  انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (1/26).

([4])  أخرجه: أبو داود رقم (3915).