قال
الفراء: الهامة: طير من طير الليل، كان يعني البومة. قال ابن الأعرابي: كانوا
يتشاءمون بها إذا وقعت على بيت أحدهم، يقول: نَعَتْ إليَّ نفسي أو أحدًا من أهل
داري!! فجاء الحديث بنفي ذلك وإبطاله ([1]).
وقوله:
«وَلاَ صَفَرَ»: بفتح الفاء، روى أبو عُبيدة في «غريب الحديث» عن رؤبة أنه قال: هي
حية تكون في البطن تصيب الماشية والناس، وهي أعدى من الجرب عند العرب ([2]).
وعلى
هذا فالمراد بنفيه: ما كانوا يعتقدونه من العدوى. وممن قال بهذا: سفيان بن عيينة،
والإمام أحمد، والبخاري، وابن جرير.
وقال
آخرون: المراد به شهر. والنفي لما كان أهل الجاهلية يفعلونه في النسيء، وكانوا
يُحِلُّون المُحَرَّم، ويُحَرِّمون صَفَر مكانه ([3]). وهذا قول مالك.
وروى
أبو داود عن محمد بن راشد عمن سمعه يقول: إن أهل الجاهلية يتشاءمون بصَفَر
ويقولون: إنه شهر مشئوم! فأبطل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ([4]).
قال ابن رجب: ولعل هذا أشبه الأقوال، والتشاؤم بصَفَر كتشاؤم أهل الجاهلية بشوَّال بالنكاح فيه خاصة.
([1]) انظر: فتح الباري (10/241).