×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: «وَلاَ نَوْءَ»: سيأتي الكلام عليه في بابه.

قوله: «وَلاَ غُولَ»: هو بالضم، اسم، وجمعه: أغوال وغِيلان، وهو المراد هنا. والمَعنيُّ بقوله: «لاَ غُولَ»: أنها لا تستطيع أن تُضل أحدًا مع ذكر الله والتوكل عليه. ومنه الحديث: «إِذَا تَغَوَّلَتِ الْغِيلانُ، فَبَادِرُوا بِالأَذَانِ» ([1])، أي: ادفعوا شرها بذكر الله عز وجل ([2]).

**********

نفى الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بروايتيه ستة أشياء يعتقدها أهل الجاهلية:

الأول: «لاَ عَدْوَى»، والمراد بالعدوى: انتقال المرض من المصاب إلى غيره من الأصحَّاء.

وفي قوله: «لاَ عَدْوَى» نفي للعدوى، فهل المراد أنه لا يوجد عدوى؟ وأن مجاورة الصحيح للمريض لا تسبب عدوى؟

الجواب: ليس هذا هو المراد، بل العدوى موجودة، ومخالطة المريض بمرض مُعْدٍ يسبب انتقال المرض بإذن الله عز وجل. وليس مراد النبي صلى الله عليه وسلم نفي هذا، وإنما مراده: لا عدوى على ما كان يعتقده أهل الجاهلية، وهي: أن المرض يتعدى بنفسه بدون تقدير الله سبحانه وتعالى. هذا الذي كان يعتقده أهل الجاهلية، ومَن اعتقد أن المرض يتعدى بنفسه وينتقل بنفسه بدون تقدير الله وقضائه - فهذا مشرك بالله عز وجل.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (14277)، وأبو يعلى رقم (2219).

([2])  انظر: شرح النووي على صحيح مسلم رقم (14/217).