قوله:
«وَلاَ نَوْءَ»: سيأتي الكلام عليه في بابه.
قوله:
«وَلاَ غُولَ»: هو بالضم، اسم، وجمعه: أغوال وغِيلان، وهو المراد هنا. والمَعنيُّ
بقوله: «لاَ غُولَ»: أنها لا تستطيع أن تُضل أحدًا مع ذكر الله والتوكل عليه. ومنه
الحديث: «إِذَا تَغَوَّلَتِ الْغِيلانُ، فَبَادِرُوا بِالأَذَانِ» ([1])، أي: ادفعوا شرها
بذكر الله عز وجل ([2]).
**********
نفى الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بروايتيه ستة أشياء يعتقدها
أهل الجاهلية:
الأول: «لاَ عَدْوَى»، والمراد
بالعدوى: انتقال المرض من المصاب إلى غيره من الأصحَّاء.
وفي قوله: «لاَ عَدْوَى» نفي للعدوى،
فهل المراد أنه لا يوجد عدوى؟ وأن مجاورة الصحيح للمريض لا تسبب عدوى؟
الجواب: ليس هذا هو المراد، بل العدوى موجودة، ومخالطة المريض بمرض مُعْدٍ يسبب انتقال المرض بإذن الله عز وجل. وليس مراد النبي صلى الله عليه وسلم نفي هذا، وإنما مراده: لا عدوى على ما كان يعتقده أهل الجاهلية، وهي: أن المرض يتعدى بنفسه بدون تقدير الله سبحانه وتعالى. هذا الذي كان يعتقده أهل الجاهلية، ومَن اعتقد أن المرض يتعدى بنفسه وينتقل بنفسه بدون تقدير الله وقضائه - فهذا مشرك بالله عز وجل.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (14277)، وأبو يعلى رقم (2219).