×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

والثاني: «وَلاَ طِيَرَةَ»، الطِّيرة: هي التشاؤم بالأشياء، واعتقاد أنها تسبب الشر.

والنفي هنا معناه: النهي، يعني: لا تتطيروا. فإن كان الإنسان يجد في نفسه شيئًا فلا يمنعه ما يجد في نفسه من المضي والعزم؛ لأن إيمانه يسوقه. بخلاف ضعيف الإيمان فإن التشاؤم يتغلب عليه فيتراجع، ويكون هذا من الخلل في العقيدة، وضعف التوكل على الله سبحانه وتعالى. فإذا وجدت في نفسك تشاؤمًا أو كراهية، فتوكل على الله وأَقْدِِم.

والطيرة ليس لها أصل، بخلاف العدوى، وإنما هي تخيل من الإنسان بسبب وسوسة الشيطان. ومَن وجد في نفسه شيئًا من الكراهية فليتوكل على الله وليعزم، ولا تَرُده الطِّيرة عن مقصوده.

الثالث: «وَلاَ هَامَةَ»، الهامَة: هي الطائر المعروف بـ «البومة»، وكانوا يتشاءمون بها في الجاهلية.

ولا يَزال كثير من الناس يتشاءمون بها إلى الآن، فإذا وقعت على منزل أحد تشاءم بها وقال: إنه سيموت أو سيموت أحد من أقاربه أو من أهل بيته!

فالنبي صلى الله عليه وسلم نفى هذا، وقال: «وَلاَ هَامَةَ» أي: ليس لهذا الطائر تَدَخُّل فيما يصيب الناس من موت أو مرض أو خراب الديار، إنما هو طائر كسائر الطيور.

فنفى صلى الله عليه وسلم ما كانت تعتقده الجاهلية في هذا الطائر من أنه يسبب الشر.


الشرح