الرابع: «وَلاَ صَفَرَ»، الصَّفَر:
قيل: المراد به شهر صفر؛ لأنهم كانوا يتشاءمون بهذا الشهر، فلا يتزوجون فيه ولا
يعملون فيه أي عمل؛ لأنه شهر مشئوم عندهم.
وقيل: المراد به نوع من المرض يصيب المعدة، ويظنون أنه يُعْدِي بنفسه، فمن
أصابه هذا المرض وجاء أحد عنده فإنه يصاب بالعدوى. فيكون قوله: «وَلاَ صَفَرَ» فردًا من قوله في أول
الحديث: «لاَ عَدْوَى»، لكن نص عليه
لأن أهل الجاهلية يتشاءمون به، فإذا أصيب أحد بهذا المرض ابتعدوا عنه وظنوا أنهم
سيصابون به إذا اقتربوا منه، فينفرون منه.
الخامس: «وَلاَ نَوْءَ» هو النجم،
وهذا سيأتي في باب التنجيم، أنهم كانوا يعتقدون أنه إذا طلع النجم الفلاني تنزل
الأمطار، وتهب الرياح، ويحصل كذا وكذا! فكانوا ينسبون حدوث الأشياء إلى النجوم.
وهذا هو ما يسمى التنجيم، وهو نوع من الشرك.
فالاستسقاء بالنجوم، واعتقاد أنها تُنزل المطر أو أنها تسبب كذا أو كذا عند
طلوعها أو غروبها - هذا من اعتقاد أهل الجاهلية. فالنجوم مخلوقة ليس لها من الأمر
شيء، وليس لها تأثير في الحوادث؛ إنما تَحدث الحوادث بقضاء الله عز وجل وقدره.
وسيأتي تمام الكلام في هذا في باب التنجيم، إن شاء الله عز وجل.
السادس: «وَلاَ غُولَ»، الغُول - بضم
الغين -: هو ما يوجد في الفلوات والبراري. إذا سار الإنسان في الطريق وحده
واستوحش،