×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: «لاَ عَدْوَى»: قال أبو السعادات: «العدوى: اسم من الإعداء، كالرَّعْوَى، يقال: أعداه يُعديه إعداءً، إذا أصابه مثل ما يصاحب الداء» ([1]).

قوله: «وَلاَ طِيَرَةَ»: قال ابن القيم: «يحتمل أن يكون نفيًا أو نهيًا، أي: لا تَطَيَّروا. ولكن قوله في الحديث: «لاَ عَدْوَى وَلاَ صَفَرَ وَلاَ هَامَةَ» يدل على أن المراد النفي وإبطال هذه الأمور التي كانت الجاهلية تعانيها. والنفي في هذا أبلغ من النهي؛ لأن النفي يدل على بطلان ذلك وعدم تأثيره، والنهي إنما يدل على المنع منه.

قال عكرمة: كنا جلوسًا عند ابن عباس، فمرَّ طائر يصيح، فقال رجل من القوم: خير، خير!! فقال له ابن عباس: لا خَير ولا شَر!! ([2]).

فبادره بالإنكار عليه؛ لئلا يعتقد تأثيره في الخير والشر.

وخرج طاووس مع صاحب له في سفر، فصاح غراب، فقال الرجل: خير! فقال طاووس: وأيُّ خير عند هذا؟! لا تصحبني!. انتهى ملخصًا.

قوله: «وَلاَ هَامَةَ»: بتخفيف الميم على الصحيح.


الشرح

([1])  انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (3/192).

([2])  أورده ابن حجر في الفتح (10/215)، وعزاه إلى الطبري.