قوله:
ولأبي داود بسند صحيح: عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: ذُكِرَتِ الطِّيَرَةُ
عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَحْسَنُهَا الْفَأْلُ وَلاَ
تَرُدُّ مُسْلِمًا، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ
لاَ يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إِلاَّ أَنْتَ، وَلاَ يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إِلاَّ
أَنْتَ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ» ([1]).
قوله:
عن عقبة بن عامر هكذا وقع في نسخ التوحيد، وصوابه: عن عروة بن عامر القرشي. كذا
أخرجه أحمد وأبو داود وغيرهما. وهو مكي اختُلف في نسبه: فقال أحمد: عن عروة بن
عامر القرشي. وقال غيره: الجُهَني. واختُلف في صحبته: فقال الماوردي: له صحبة.
وذكره ابن حبان في ثقات التابعين. وقال المِزِّي: لا صحبة له تصح.
قال
ابن القيم: «أخبر صلى الله عليه وسلم أن الفأل من الطِّيرة، وهو خيرها، فأبطل
الطِّيرة، وأخبر أن الفأل منها، ففَصَل بين الفأل والطيرة؛ لِما بينهما من
الامتياز والتضاد، ونَفْع أحدهما ومَضرة الآخَر».
قوله:
«وَلاَ تَرُدُّ مُسْلِمًا»: قال الطَّيْبي: تعريض بأن الكافر بخلافه.
قوله: «اللَّهُمَّ لاَ يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إلاَّ أَنْتَ، وَلاَ يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إلاَّ أَنْتَ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِكَ» أي: لا تأتي الطيرة بالحسنات ولا تدفع المكروهات، بل أنت وحدك لا شريك لك، الذي تأتي بالحسنات وتدفع السيئات.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3919)، والخلال في +السنة؛ رقم (1405)، والبيهقي في +الشعب؛ رقم (1128).