×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

فالذي يتراجع عن عمله أو عما عزم عليه بسبب الطيرة - هذا ليس بمسلم، أو ناقص الإيمان.

أما الذي لا تمنعه الطيرة عما عزم عليه، فهذا هو المسلم الذي يتوكل على الله عز وجل.

قوله: «فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ» يعني: من الطِّيرة؛ لأن الإنسان بشر، فلابد أن يقع في نفسه شيء من الكراهة إذا سمع شيئًا أو رأى شيئًا من هذه الأشياء. لكن يعالج هذا بالتوكل على الله سبحانه وتعالى، ويمضي في طريقه. ومع ذلك أيضًا يدعو الله عز وجل بالأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قوله: «فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ لاَ يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إلاَّ أَنْتَ، وَلاَ يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إلاَّ أَنْتَ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِكَ»، هذا الدعاء مما تعالَج به الطِّيرة، فإذا أحس الإنسان في نفسه كراهة لشيء من الأشياء، فإنه يَمضي ويتوكل على الله، ويدعو بهذا الدعاء؛ لأن فيه تفويض الأمور إلى الله سبحانه وتعالى.


الشرح