×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: وعن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا: «الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، ثَلاَثًا، وَمَا مِنَّا إلاَّ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ» ([1]).

رواه أبو داود والترمذي وصححه، وجَعَل آخره من قول ابن مسعود. ولفظ أبي داود: «الطِّيَرَةُ شِرْكٌ» ثلاثًا.

وهذا صريح في تحريم الطيرة وأنها من الشرك؛ لِما فيها من تعلق القلب بغير الله.

قال ابن مفلح: الأَوْلى القطع بتحريمها لأنها شرك، وكيف يكون الشرك مكروهًا الكراهية الاصطلاحية؟!.

قوله: «وَمَا مِنَّا إِلاَّ»: قال أبو القاسم الأصبهاني والمنذري: في الحديث إضمار، والتقدير: وما منا إلاَّ وقد وقع في قلبه شيء من ذلك. انتهى.

قوله: «وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ»: لكن إذا توكلنا على الله في جلب النفع ودفع الضر، أذهبه الله عز وجل عنا بتوكلنا عليه وحده.

قوله: وجَعَل آخره من قول ابن مسعود: قال ابن القيم: «وهو الصواب؛ فإن الطيرة نوع من الشرك».

**********

 هذا حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ»، قالها ثلاثًا. فدل ذلك على أن مَن تشاءم بالأشياء وانحبس عن حوائجه وأعماله بسبب الطِّيرة -


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (3910)، والترمذي رقم (1614)، وابن ماجه رقم (3538)، وأحمد رقم (3687).