قوله:
وعن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا: «الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ،
ثَلاَثًا، وَمَا مِنَّا إلاَّ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ» ([1]).
رواه
أبو داود والترمذي وصححه، وجَعَل آخره من قول ابن مسعود. ولفظ أبي داود:
«الطِّيَرَةُ شِرْكٌ» ثلاثًا.
وهذا
صريح في تحريم الطيرة وأنها من الشرك؛ لِما فيها من تعلق القلب بغير الله.
قال
ابن مفلح: الأَوْلى القطع بتحريمها لأنها شرك، وكيف يكون الشرك مكروهًا الكراهية
الاصطلاحية؟!.
قوله:
«وَمَا مِنَّا إِلاَّ»: قال أبو القاسم الأصبهاني والمنذري: في الحديث إضمار، والتقدير:
وما منا إلاَّ وقد وقع في قلبه شيء من ذلك. انتهى.
قوله:
«وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ»: لكن إذا توكلنا على الله في جلب
النفع ودفع الضر، أذهبه الله عز وجل عنا بتوكلنا عليه وحده.
قوله:
وجَعَل آخره من قول ابن مسعود: قال ابن القيم: «وهو الصواب؛ فإن الطيرة نوع من
الشرك».
**********
هذا حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ»، قالها ثلاثًا. فدل ذلك على أن مَن تشاءم بالأشياء وانحبس عن حوائجه وأعماله بسبب الطِّيرة -
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3910)، والترمذي رقم (1614)، وابن ماجه رقم (3538)، وأحمد رقم (3687).