×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

 فقد أشرك بالله عز وجل؛ لأنه اعتقد في هذه الأشياء أنها تُوقِع به الشر من دون الله عز وجل. هذا وجه كونها من الشرك.

وهذا من نوع الشرك في الربوبية؛ لأن الله عز وجل هو الذي يوجد الأشياء ويخلقها ويقضيها ويُقدِّرها، وليس لأحد مع الله تصرف. فإذا تأثر الإنسان بالطِّيرة، ومنعته من أعماله وحبسته عما أراد، فقد أشرك بالله عز وجل.

وكَرَّر النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «الطِّيَرَةُ شِرْكٌ» ثلاث مرات، من باب التأكيد على أنها شرك.

قال ابن مسعود: «وَمَا مِنَّا إِلاَّ» أي: وما منا إلاَّ ويقع في نفسه شيء من الكراهية، إذا رأى أو سمع أو قابل بعض الأشياء، «وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ».

·       فتبين من هذا الحديث والذي قبله أن الطيرة تعالَج بثلاثة أمور:

الأول: التوكل على الله سبحانه وتعالى.

الثاني: المُضي في العمل الذي عزم عليه العبد، وعدم التراجع عنه.

الثالث: الدعاء بأن يقول: «اللَّهُمَّ لاَ يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إلاَّ أَنْتَ، وَلاَ يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إلاَّ أَنْتَ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِكَ»، ويقول أيضًا - كما سيأتي -: «اللهم لا خَير إلاَّ خَيرك، ولا طَير إلاَّ طَيرك، ولا إله غيرك». فيدعو بهذه الدعوات، ولن يضره شيء بإذن الله سبحانه وتعالى.


الشرح