قوله:
ولأحمد من حديث ابن عمرو رضي الله عنهما: «مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ مِنْ
حَاجَةٍ، فَقَدْ أَشْرَكَ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كَفَّارَةُ ذَلِكَ؟
قَالَ: «أَنْ يَقُولَ أَحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ لاَ خَيْرَ إلاَّ خَيْرُكَ، وَلاَ
طَيْرَ إلاَّ طَيْرُكَ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ» ([1]).هذا الحديث رواه
أحمد والطبراني، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وفي إسناده ابن لَهيعة، وبقية
رجاله ثقات.
قوله:
من حديث ابن عمرو: هو عبد الله بن عمرو بن العاص ابن وائل السَّهْمي، أبو محمد -
وقيل: أبو عبد الرحمن -. أحد السابقين المكثرين من الصحابة، وأحد العبادلة
الفقهاء، مات في ذي الحجة ليالي الحَرة - على الصحيح - بالطائف.
قوله:
«مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ مِنْ حَاجَةٍ، فَقَدْ أَشْرَكَ»: وذلك أن الطيرة هي
التشاؤم بالمرئي والمسموع، فإذا ردته عن سفر أو عمل أو حاجة فقد أشرك يما يخامر
قلبه من الخوف من ذلك، فيكون شركًا بهذا الاعتبار.
قوله: «قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كَفَّارَةُ ذَلِكَ؟ قَالَ: «أَنْ يَقُولَ أَحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ لاَ خَيْرَ إلاَّ خَيْرُكَ...» إلخ»: فيه تفويض الأمور إلى الله تقديرًا وتدبيرًا وخَلْقًا، والبراءة مما فيه تعلق بغير الله عز وجل كائنًا مَن كان.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (7045)، والبيهقي في ((الشعب))؛ رقم (1137)، والطبراني في ((الكبير))؛ رقم (38).