×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

 قوله: «وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ» أي: لا معبود مستحق سواك. فإذا قال ذلك، وأعرض عما وقع في قلبه، ولم يلتفت إليه، واستمر على فعل ما عزم عليه توكلاً على الله وتفويضًا إليه؛ كَفَّر الله عنه ما وقع في قلبه من ذلك.

**********

قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ مِنْ حَاجَةٍ، فَقَدْ أَشْرَكَ» يدل على أن مَن منعته الطِّيرة من المضي في طريقه وتراجع عما هَمَّ به، فقد أشرك بالله عز وجل؛ لأنه اعتقد أن غير الله يَخلق ويُدبِّر.

قوله: «اللَّهُمَّ لاَ خَيْرَ إلاَّ خَيْرُكَ» أي: ليس الخير من الطِّيرة، إنما الخير بيد الله سبحانه وتعالى.

«وَلاَ طَيْرَ إلاَّ طَيْرُكَ»: يعني أن كل الأمور بقضائك وقدرك.

«وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ» أي: لا معبود بحق سواك.

وليس للطيرة دخل في هذه الأمور، بل هي من تدبير الإله والرب والخالق سبحانه وتعالى. فإذا مضى وعزم ونَفَّذ ولم يتراجع، فهذا عبادة لله عز وجل. وإذا رجع وامتنع عن حاجته، فهذا شرك بالله عز وجل. فالمضيُّ توحيد، والرجوع شرك.


الشرح