قوله:
وله من حديث الفضل بن عباس: «إنما الطِّيرة ما أمضاك أو ردك»: هذا الحديث عند
الإمام أحمد من حديث الفضل بن العباس، قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم...
فساقه إلى أن قال: «إِنَّمَا الطِّيَرَةُ مَا أَمْضَاكَ، أَوْ رَدَّكَ» ([1]).
والفضل:
هو ابن العباس بن عبد المطلب، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن مَعين:
قُتِل يوم اليرموك. وقال غيره: قُتِل يوم مَرْج الصُّفَّر. سنة ثلاث عَشْرة، وهو
ابن اثنتين وعشرين سنة. وقال أبو داود: قُتِل بدِمَشق، وكان عليه درع النبي صلى
الله عليه وسلم.
قوله:
«إنما الطِّيرة ما أمضاك أو ردك»: هذا حد الطيرة المنهي عنها، أنها ما يَحمل
الإنسان على المضي فيما أراد، أو يمنعه من المضي فيه كذلك. وأما الفأل الذي كان
يحبه صلى الله عليه وسلم ففيه نوع بِشارة، فيُسَر به العبد ولا يعتمد عليه، بخلاف
الطيرة. فافهم الفرق.
**********
هذا حديث الفضل بن العباس بن عبد
المطلب، وهو أكبر أولاد العباس؛ ولهذا يُكنى العباس بأبي الفضل رضي الله عنه.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا
الطِّيَرَةُ مَا أَمْضَاكَ، أَوْ رَدَّكَ» هذا تفسير الطيرة، «مَا أَمْضَاكَ» أي: ما نَفَّرك من
المكان أو من أي شيء رأيته، وفررت منه، «أَوْ
رَدَّكَ» يعني: ثناك عن حوائجك التي عزمت على فعلها.
أما مَن وجد في قلبه شيئًا، ولم تَرُده الطيرة عن حاجته، ولم تَثنه عن عزمه، فإن هذا ليس طيرة، وهذا الذي وجده قلبه يُذهبه الله عنه بالتوكل على الله سبحانه وتعالى.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (1824).