×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

وأصل التطير: التشاؤم بالطيور في نوعها وفي كيفية طيرانها. كانوا ينظرون في نوعها وينظرون في طيرانها وتوجُّهاتها ويتشاءمون في أمورهم.

ثم صار عامًّا في كل ما يُتشاءم به، من الطيور والحيوانات والآدميين... وغيرهم، فكل مَن تشاءم بشيء وتأثر به فقد تَطَيَّر به.

قوله: «وقول الله تعالى: ﴿أَلَآ إِنَّمَا طَٰٓئِرُهُمۡ عِندَ ٱللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ [الأعراف: 131] » هذا في قوم فرعون، قال الله سبحانه وتعالى في سورة الأعراف: ﴿فَإِذَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡحَسَنَةُ والمراد بالحسنة هنا: الخصب، ونزول الغيث، ورُخْص الأسعار ﴿قَالُواْ لَنَا هَٰذِهِۦۖ يعني: نحن نستحق هذا. فيَنسبون هذا إلى أفعالهم وإلى أنهم يستحقون هذا الشيء، ولا يعترفون أنه فضل من الله سبحانه وتعالى. وهذا جحود لنعمة الله سبحانه وتعالى. ﴿وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةٞ وهي الجدب، وانحباس الأمطار، وغلاء الأسعار ﴿يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُۥٓۗ من المؤمنين، فيقولون: هذا بسبب موسى وبسبب مَن معه من المؤمنين، هم الذين يسببون لنا هذه الشدة!! فيتشاءمون بأهل الخير.

وقوله: ﴿يَطَّيَّرُواْ أصله «يتطيروا»، ثم أُبدلت التاء طاء وأُدغمت الطاء في الطاء، فصار ﴿يَطَّيَّرُواْ، يعني: يتشاءمون بموسى ومَن معه من المؤمنين، وينسبون ما أصابهم من السيئة إلى موسى وأتباعه.

قال الله عز وجل: ﴿أَلَآ إِنَّمَا طَٰٓئِرُهُمۡ عِندَ ٱللَّهِ إلاَّ إنما يجري عليهم من الشر هو من قضاء الله وقدره بسبب ذنوبهم وكفرهم ومعاصيهم، وليس


الشرح