هذه مقالة الكفار مع الرسل دائمًا وأبدًا، يقولون: «لا يمكن أن يكون الرسول من البشر، لابد أن يكون من الملائكة» فهم
يستغربون الرسالة في البشر ويستنكرونها، ولا يستغربون عبادة الأصنام والأحجار. هذا
من غرائبهم.
﴿وَمَآ أَنزَلَ ٱلرَّحۡمَٰنُ
مِن شَيۡءٍ﴾ [يس: 15] هذا جحود للوحي ﴿إِنۡ
أَنتُمۡ إِلَّا تَكۡذِبُونَ﴾ يُكَذِّبون الرسل ﴿قَالُواْ
رَبُّنَا يَعۡلَمُ إِنَّآ إِلَيۡكُمۡ لَمُرۡسَلُونَ ١٦وَمَا عَلَيۡنَآ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُ
ٱلۡمُبِينُ ١٧﴾ [يس: 16- 17] هذه مقالة الرسل.
﴿قَالُوٓاْ إِنَّا
تَطَيَّرۡنَا بِكُمۡۖ﴾ تشاءمنا بكم وما جئتمونا إلاَّ بِشَرٍّ!!
﴿لَئِن لَّمۡ تَنتَهُواْ﴾ عن قولكم ودعوتكم
إلى الله وأمركم بالتوحيد ونهيكم عن الشرك ﴿لَنَرۡجُمَنَّكُمۡ
وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٞ﴾ هذا تهديد من
الكفار للرسل.
وهذا في أمم الكفر مضطرد، يقابلون الرسل بمثل هذه المقالات الشنيعة وهذه
القسوة، فقد هددوا نوحًا عليه السلام بالرجم أيضًا. وأوعزوا إلى سفهائهم فرجموا
محمدًا صلى الله عليه وسلم حتى أدمَوا عقبه حين خرج إلى الطائف يدعوهم إلى الله عز
وجل.
قالت لهم الرسل: ﴿طَٰٓئِرُكُم
مَّعَكُمۡ﴾ أي: أن ما حصل بكم من العقوبات إنما هو بسببكم وبكفركم،
وليس السبب ما دعوناكم إليه وما أمرناكم به من الخير والتوحيد والإيمان بالله
سبحانه وتعالى، ﴿أَئِن ذُكِّرۡتُمۚ﴾ تقولون هذا بسبب
أننا ذكَّرناكم ودعوناكم إلى الله؟! وكان الواجب عليكم الاستجابة والقَبول
والتذكُّر ﴿بَلۡ أَنتُمۡ
قَوۡمٞ مُّسۡرِفُونَ﴾.