×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

في ضوء الشمس، تسمى ليالي الاستسراء، ثم يَبرز ويَبعد عن الشمس، فإذا هَلَّ الهلال - يعني: إذا خرج من شعاع الشمس - يُعْرَف به بداية الشهور؛ كما قال عز وجل: ﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ [البقرة: 189].

فبها تُعْرَف مواقيت الحساب، ويُعْرَف بها ظل الزوال، ومواقيت الصلاة في اليوم والليلة، هذا يسمى علم الحساب، قال عز وجل: ﴿وَجَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ ءَايَتَيۡنِۖ فَمَحَوۡنَآ ءَايَةَ ٱلَّيۡلِ وَجَعَلۡنَآ ءَايَةَ ٱلنَّهَارِ مُبۡصِرَةٗ لِّتَبۡتَغُواْ فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكُمۡ وَلِتَعۡلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلۡحِسَابَۚ وَكُلَّ شَيۡءٖ فَصَّلۡنَٰهُ تَفۡصِيلٗا [الإسراء: 12]، هذه منازل الشمس ومنازل القمر وجعلها الله لمعرفة الحساب.

·       وهذا النوع اختلف فيه العلماء:

القول الأول: قتادة وسفيان بن عيينة يُحَرِّمان هذا العلم، وهو علم معرفة الحساب بالنجوم؛ لأنه وسيلة إلى النوع الأول المحرم.

والقول الثاني: أنه لا بأس به، وهذا من الحكمة في خلق هذه النجوم. وهذا قول الإمام أحمد، وإسحاق بن رَاهَوَيْهِ الحنبلي شيخ الإمام أحمد.

وهذا هو الصحيح، أنه لا بأس بتعلم منازل القمر، ومعرفة الحساب، ومواقيت غرس الأشجار والبذور؛ لأنه لا محذور فيه، والله عز وجل جعل للأشياء مواقيت بلا شك. لكن ليس لهذه النجوم أن تُحْدِث شيئًا في هذا الكون، وإنما هي مواقيت فقط، يَعرف بها الناس مواقيت معاملاتهم، وتَعرف بها النساء العِدَّة إذا كنَّ لسن من ذوات المحيض.


الشرح