×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثَلاَثَةٌ لاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: مُدْمِنُ الْخَمْرِ وَقَاطِعُ الرَّحِمِ وَمُصَدِّقٌ بِالسِّحْرِ» ([1]). رواه أحمد وابن حبان في صحيحه هذا الحديث رواه أيضًا الطبراني، والحاكم وقال: صحيح. وأقره الذهبي.

قوله: وعن أبي موسى: هو عبد الله بن قيس بن سُلَيم بن حَضَّار - بفتح المهملة وتشديد الضاد - أبو موسى الأشعري، صحابي جليل، مات سنة خمسين.

قوله: «ثَلاَثَةٌ لاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ...»: الشاهد للترجمة: «وَمُصَدِّقٌ بِالسِّحْرِ»، وفي هذا الحديث كما تقدم في نظائره؛ كقوله: «مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم » ([2]).

واختار الإمام أحمد رحمه الله أن مثل هذه الأحاديث تُمَر كما جاءت من غير تأويل.

قال الذهبي في الكبائر: «ويَدخل فيه تعلم السيمياء وعِلْمها، وعَقْد المرء عن زوجته، ومحبة الزوج لامرأته، وبغضها وبغضه... وأشباه ذلك بكلمات مجهولة». انتهى باختصار ([3]).

**********

 قوله صلى الله عليه وسلم: «ثَلاَثَةٌ لاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ» هذا وعيد شديد يُجرَى على ظاهره ولا يُؤوَّل ولا يُفسَّر؛ لأن تفسيره وتأويله يقلل من أهميته،


الشرح

([1])  أخرجه أحمد (19569) واللفظ له، وأبو يعلى (7248)، وابن حبان (6137).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (3904)، والترمذي رقم (135)، وابن ماجه رقم (639)، وأحمد رقم (9536).

([3])  انظر: الكبائر (ص:15).