×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

 فيُترَك على ظاهره للزجر والوعيد؛ فإن المؤمن يَدخل الجنة، وإنما يُحْرَم من دخول الجنة غير المؤمن. فدل ذلك على خطر هذه الجرائم التي بسببها تَوَعَّد الله عز وجل فاعلها ألاَّ يدخله الجنة.

·       وهؤلاء الثلاثة هم:

الأول: «مُدْمِنُ الْخَمْرِ»، والخمر: ما خامر العقل وغطاه. ومنه الخمار للمرأة؛ لأنه يغطي رأسها. فالخمر مأخوذة من الخِمار وهو التغطية أو التخمير لأنها تغطي العقل.

والخمر حرام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ، فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ» ([1])، وأجمع العلماء على تحريم الخمر.

فهي حرام بالكتاب والسُّنة والإجماع.

فمَن استحل الخمر فهو كافر؛ لأنه مُكذِّب لله ولرسوله ولإجماع المسلمين.

أما مَن اعتقد أنها حرام، ولكن شربها من باب الشهوة، وهو يَعرف أنه مذنب وأنها حرام؛ فهذا مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب، وأوجب الله الحد عليه بأن يُجلَد، وقد جَلَد النبي صلى الله عليه وسلم مَن شرب الخمر من أصحابه. وأجمع المسلمون على الجَلْد في الخمر عقوبة للشارب وردعًا له.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (3681)، والترمذي رقم (1865)، وابن ماجه رقم (3393)، وأحمد رقم (5648).