قوله:
«وَعَلاَمَاتٍ» أي: دلالات على الجهات، «يُهْتَدَى بِهَا» أي: يَهتدي بها الناس في
ذلك؛ كما قال عز وجل: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ
لَكُمُ ٱلنُّجُومَ لِتَهۡتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَٰتِ ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۗ﴾ [الأنعام: 97]،
أي: ليعرفوا بها جهة قصدهم.
فإن
قيل: المنجِّم قد يَصْدُق.
قيل:
صِدْقه كصِدْق الكاهن، يَصْدُق في كلمة ويَكذب في مِائة، وصِدقه ليس عن علم، بل قد
يوافق قدرًا، فيكون فتنة في حق مَن صَدَّقه.
**********
هذا ما ذَكَره البخاري رحمه الله
معلقًا في صحيحه، عن قتادة بن دِعامة السَّدوسي، تابعي جليل، من كبار التابعين،
ومن أئمة التفسير والفقه رحمه الله.
قال: «خَلَقَ اللهُ هَذِهِ النُّجُومَ
لِثَلاَثٍ» أي: لثلاث حِكَم. وهذا بالاستقراء من كتاب الله عز وجل.
الأولى: «زِينَةً لِلسَّمَاءِ»؛ كما
قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ
ٱلدُّنۡيَا بِزِينَةٍ ٱلۡكَوَاكِبِ ٦وَحِفۡظٗا مِّن كُلِّ شَيۡطَٰنٖ مَّارِدٖ ٧﴾ [الصافات: 6- 7]،
وقال عز وجل: ﴿وَلَقَدۡ
زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَجَعَلۡنَٰهَا رُجُومٗا
لِّلشَّيَٰطِينِۖ﴾ [الملك: 5].
فإذا نظرتَ في السماء ليلاً ورأيتَ هذه النجوم المضيئة المتلألئة، فإنك
تشعر بجمال منظرها، فهي زينة زَيَّن الله بها السماء، وأخبر أنها في السماء
الدنيا؛ لأن السموات سبع طباق، والسماء الدنيا مما يلي الأرض؛ ولهذا يرى الناس
النجوم فيها تتلألأ.