فإذا أظلم الليل ورأيت هذه النجوم، أعجبتك زينتها، ودلَّتك على قدرة الخالق
سبحانه وتعالى !!
الثانية: «رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ»؛
كما قال عز وجل: ﴿وَلَقَدۡ
زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَجَعَلۡنَٰهَا رُجُومٗا
لِّلشَّيَٰطِينِۖ﴾ [الملك: 5]، وقال عز وجل: ﴿إِنَّا
زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِزِينَةٍ ٱلۡكَوَاكِبِ ٦وَحِفۡظٗا مِّن كُلِّ
شَيۡطَٰنٖ مَّارِدٖ ٧﴾ [الصافات: 6- 7].
فإن هذه النجوم تنطلق منها شُهُب فتصيب الشياطين التي تسترق السمع وتحرقهم
بإذن الله، فهي حراسة للسماء؛ كما قال عز وجل عن الجن: ﴿وَأَنَّا
كُنَّا نَقۡعُدُ مِنۡهَا﴾ يعني: من السماء ﴿مَقَٰعِدَ
لِلسَّمۡعِۖ﴾ يسترقون السمع ﴿فَمَن
يَسۡتَمِعِ ٱلۡأٓنَ يَجِدۡ لَهُۥ شِهَابٗا رَّصَدٗا﴾ [الجن: 9]، وذلك
عند بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، فحُرِست السماء وحُفِظت من استراق السمع، وقد
يبقى شيء من ذلك لكنه بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم أصبح قليلاً جدًّا.
فالنجوم حراسة للسماء ورجوم للشياطين.
الثالثة: «عَلاَمَاتٍ يُهْتَدَى بِهَا»
يَهتدي الناس بها في ظلامات البر والبحر؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ
لَكُمُ ٱلنُّجُومَ لِتَهۡتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَٰتِ ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۗ﴾ [الأنعام: 97].
فالمسافر في الليل لا يرى الجبال ولا يرى الطريق، لكن يَعرف الاتجاه بالنظر
إلى النجوم؛ كما قال عز وجل: ﴿وَعَلَٰمَٰتٖۚ
وَبِٱلنَّجۡمِ هُمۡ يَهۡتَدُونَ﴾ [النحل: 16].
ففي ظلمات البحر لا توجد جبال ولا علامات يَستدل بها البَحَّارة وأصحاب
السفن، لكنهم يَعرفون الجهة التي يقصدونها بالنجوم، إذا رأوَها عَرَفوا الاتجاه
فساروا على هدى.