×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

فهذه هي الحِكَم التي ذكرها الله الذي خَلَق هذه النجوم، فلا يجوز لأحد أن يضيف إليها حكمة لم يذكرها الله سبحانه وتعالى؛ كأن يقول: هذه النجوم تدل على وقوع الحوادث في الأرض. أو: إنها تدبر هذا الكون. فإن هذا قول بلا علم.

وفي هذا يقول قتادة: «فمَن تأوَّل فيها بغير ذلك أخطأ، وأضاع نصيبه» أي: أضاع نصيبه من الجنة، إذا اعتقد أن هذه النجوم تؤثر في الكون فقد أشرك، والمشرك ليس له نصيب من الجنة، قال عز وجل: ﴿مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ [المَائدة: 72].

قال: «وَتَكَلَّفَ مَا لاَ عِلْمَ لَهُ بِهِ»، أي: ليس عنده دليل على ما قال.

وهذا دليل على أن المسلم لا يجوز له أن يقول بغير علم ولا بغير دليل، ليس له أن يتخرص أو يقلد أهل الضلال. وإنما يقول بحَسَب الدليل، في النجوم وفي غيرها، سواء ما يتعلق بالعقيدة، أو بالحلال والحرام أو بغير ذلك من الأمور الشرعية. فإن تكلم بغير دليل من كتاب الله ومن سُنة رسوله صلى الله عليه وسلم، كان من المتكلِّفين الذين يقولون على الله ما لا يعلمون.

والقول على الله بغير علم فوق الشرك، قال عز وجل: ﴿وَأَن تُشۡرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَٰنٗا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ [الأعراف: 33]، وقال عز وجل: ﴿وَلَا تَقۡفُ مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۚ [الإسراء: 36].


الشرح