×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

فيجب على الإنسان أن يتوقف في الأمور التي لا علم له بها، وأن لا يقول إلاَّ بدليل من كتاب الله ومن سُنة رسوله صلى الله عليه وسلم، خصوصًا في أمور الشرع وأمور العقيدة.

قال: «فإن قيل: المنجِّم قد يَصْدُق»: قد يقع الأمر مثل ما قال المنجم، وهذا من باب الموافقة، وليس هو دليلاً على صدقه، وإنما وافق كلامه قضاء وقَدَرًا، فظن الناس أن هذا يدل على صدقه. مثل الكاهن، قد يَصْدُق بسبب الكلمة التي سُمعت في السماء.

فكونه يَصْدُق هذا لسبب ليس هو من فعله، وإنما وافق هذا الشيء.

وأيضًا: فيه فتنة للناس؛ لكي يتبين الصادق في عقيدته من المنحرف الذي يأخذ هذه الضلالات. فكونه يَصْدُق فيه اختبار للناس.

وفي هذا رَدٌّ لشبهة يَعتمد عليها كثير من الضُّلال الذين يعتقدون صدق المنجِّم ويأخذون بكلامه، فنقول لهم: صدقه ليس دليلاً على صحة مذهبه، وإنما ذلك لأنه وافق القضاء والقدر، ولأجل الابتلاء والامتحان. فهو كالكاهن الذي يَصْدُق في كلمة ويَكذب في مِائة، وهذه الكلمة ليست من صنعه، إنما سُمعت من السماء.

فالعبرة ليست بكون المضلل أو المنحرف يَصْدُق، إنما العبرة بالدليل من الكتاب والسُّنة. أما كونه يَصْدُق في بعض الأحيان، فهذا لا يدل على أن ما قاله أو فعله صحيح.


الشرح