×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: وكَرِه قتادة تَعَلُّم منازل القمر. ولم يُرخِّص ابن عيينة فيه. ذَكَره حرب عنهما. ورَخَّص في تعلم المنازل أحمد وإسحاق.

قال الخَطَّابي: «أما علم النجوم الذي يُدرَك من طريق المشاهدة والخبر الذي يُعرَف به الزوال وتُعْلَم به جهة القبلة، فإنه غير داخل فيما نُهِي عنه؛ وذلك أن معرفة هذا العلم يصح علمه بالمشاهدة.

وأما ما يُستدل به من النجوم على جهة القبلة، فإنها من الكواكب، رصدها أهل الخبرة بها الذين لا شك في عنايتهم بأمر الدين ومعرفتهم بها وصِدقهم فيما أخبروا به؛ مثل أن يشاهدها بحضرة الكعبة، ويشاهدها على حال الغَيبة عنها. فكان إدراكهم الدلالة منها بالمعاينة، وإدراكنا ذلك بقَبول خبرهم إذ كانوا عندنا غير متهمين في دينهم ولا مقصرين في معرفتهم». انتهى ([1]).

وروى ابن المنذر عن مجاهد أنه كان لا يرى بأسًا أن يتعلم الرجل من النجوم ما يَهتدي به ([2]).

قال ابن رجب: «والمأذون في تعلمه علم التسيير لا علم التأثير؛ فإنه باطل مُحَرَّم، قليله وكثيره. أما علم التسيير فيُتعلم منه ما يُحتاج إليه للاهتداء ومعرفة القبلة والطُّرق - جائز عند الجمهور».

قوله: ذَكَره حرب عنهما: هو الإمام الحافظ، حرب بن إسماعيل، أبو محمد، الكِرْماني، الفقيه. من أَجِلَّة أصحاب الإمام أحمد. روى عن أحمد، وإسحاق، وابن المَديني، وابن مَعين...


الشرح

([1])  انظر: الترغيب والترهيب (4/19). ونيل الأوطار (7/371).

([2])  ذكر ذلك السيوطي في: الدُّر المنثور (5/119).