نبيه محمدًا صلى الله عليه
وسلم، وأنزل عليه الكتاب، فزالت الجاهلية، والحمد لله.
وكانوا في الجاهلية يتخبطون على غير علم وغير هدى!! يعبدون الأصنام،
ويستسقون بالنجوم، ويأكلون الميتة، ويستحلون ما حَرَّم الله عز وجل، ويحللون
ويحرمون من عند أنفسهم!!
حتى بَعَث الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم، فكانت البشرية على وجه
الأرض بحاجة ماسة إلى بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، قال عز وجل: ﴿يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ قَدۡ
جَآءَكُمۡ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمۡ عَلَىٰ فَتۡرَةٖ مِّنَ ٱلرُّسُلِ﴾ [المائدة: 19].
وهذا من نعم الله سبحانه وتعالى أن بعث هذا الرسول فجدَّد دين الرسل، وأزال
به الجاهلية، وأورث العلم الغزير والخير الكثير لهذه الأمة إلى أن تقوم الساعة.
فببعثته صلى الله عليه وسلم زالت الجاهلية العامة، وتبقى الجاهلية الخاصة
في بعض الناس، ومنها ما جاء في هذا الحديث: «أَرْبَعٌ
فِي أُمَّتِي، لاَ يَتْرُكُونَهُنَّ:» أي: أمة محمد صلى الله عليه وسلم «مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ»، وهذه
الأربع هي: «الْفَخْرُ فِي الأَْحْسَابِ،
وَالطَّعْنُ فِي الأَْنْسَابِ، وَالاْسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ».
فمَن كانت فيه خصلة من هذه الخصال ففيه جاهلية. وأخبر النبي صلى الله عليه
وسلم أنها ستستمر في أمته وأنها لن تُترَك.
قال شيخ الإسلام: «أخبر أن بعض أمر
الجاهلية لا يتركه الناس كلهم؛ ذمًّا لمن لم يتركه» وأما بالجملة فأمة محمد
صلى الله عليه وسلم لا تُجْمِع على ضلالة، فلا يمكن أن يُجْمِعوا على أمر من أمور
الجاهلية، لكن يقع بعضهم فيها.