فإذا
قال قائلهم: مُطِرنا بنجم كذا، وبنوء كذا!! فلا يخلو: إما أن يعتقد أن له تأثيرًا
في نزول المطر، فهذا شرك وكفر؛ لنسبة المطر لغير مَن أنزله، وهو الله وحده. وإما
مع إطلاق هذا اللفظ، فقد صرح ابن مفلح في «الفروع» بتحريمه، وكذلك صاحب «الإنصاف»،
ولم يذكرا خلافًا.
قوله:
«وَالنِّيَاحَةُ» أي: رفع الصوت بالندب على الميت، وضرب الخدود، وشق الجيوب...
ونحو ذلك، وهي من الكبائر؛ لشدة الوعيد والعقوبة، كما في هذا الحديث.
قوله:
«النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا»: فيه تنبيه على أن التوبة
تُكفِّر الذنب.
قوله:
«تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ، وَدِرْعٌ
مِنْ جَرَبٍ»، السربال: واحد السرابيل، وهي الثياب والقُمُص، هذه سرابيل أهل
النار. يعني: يُلطخن بالقَطِران حتى يكون اشتعال النار بأجسادهنَّ أعظم ورائحتهن
أنتن.
ورُوِي
عن ابن عباس أن القَطِران هو النُّحاس المذاب ([1]).
**********
هذا الحديث فيه أن هذه الأربع من
أمور الجاهلية.
والجاهلية: ما كان قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو جاهلية لخلوه من العلم؛ لأن الجاهلية من الجهل وهو عدم العلم، فقبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم كان الناس في جاهلية، ليس عندهم علم، قد اندرست الرسالات لبُعْد العهد، وصار الناس في جهل دامس وليل مظلم من الجهل، حتى بعث الله
([1]) أخرجه: الطبري في تفسيره (13/ 256).