×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

 أهل الجاهلية الأولى، وذلك يقتضي المنع من مشابهتهم في الجملة».

قوله: «الْفَخْرُ فِي الأَْحْسَابِ» أي: التعاظم على الناس بالآباء ومآثرهم. وذلك جهل عظيم؛ إذ لا كرم إلاَّ بالتقوى، كما قال عز وجل: ﴿إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ [الحجرات: 13].

ولأبي داود عن أبي هريرة مرفوعًا: «إِنَّ اللَّهَ عز وجل قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَفَخْرَهَا بِالآْبَاءِ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ، أَنْتُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ، لَيَدَعَنَّ رِجَالٌ فَخْرَهُمْ بِأَقْوَامٍ، إِنَّمَا هُمْ فَحْمٌ مِنْ فَحْمِ جَهَنَّمَ، أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنَ الْجِعْلاَنِ...» الحديث ([1]).

قوله: «والطعن في الأنساب» أي: الوقوع فيها بالعيب والنقص. ولما عَيَّر أبو ذر رجلاً بأمه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ؟ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ» ([2]). متفق عليه.

فدل على أن الطعن في الأنساب من عمل أهل الجاهلية، وأن المسلم قد يكون فيه شيء من هذه الخصال المسماة بجاهلية ويهودية ونصرانية، ولا يوجب ذلك كفره ولا فسقه. قاله شيخ الإسلام رحمه الله.

قوله: «وَالاْسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ»: تقدم معناه.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (5116)، والترمذي رقم (3955)، وأحمد رقم (8736)، والطيالسي رقم (2447).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (30)، ومسلم رقم (1661).