×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

 قوله: «هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟»: لفظ استفهام، ومعناه التنبيه. وفي النَّسَائي: «أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ رَبُّكُمُ اللَّيْلَةَ؟» ([1]).

وفيه إلقاء العالِم المسألة على أصحابه ليختبرهم.

قوله: «قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ»: فيه حُسْن الأدب للمسئول إذا سُئِل عما لا يعلم أن يَكِل العلم إلى عالمه، وذلك يجب.

قوله: «أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي»؛ لأنه نَسَب الفعل إلى فاعله الذي لا يَقدر عليه غيره.

قوله: «وَكَافِرٌ»: إذا اعتقد أن للنَّوْء تأثيرًا في إنزال المطر، فهذا كفر؛ لأنه شرك في الربوبية، والمشرك كافر.

قوله: «فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ»: فالفضل والرحمة صفتان لله تعالى.

**********

 قوله: «صَلَّى لَنَا» أي: صلى بنا، أو اللام بمعنى الباء؛ لأن الصلاة إنما تكون لله عز وجل، «صَلاَةَ الصُّبْحِ» هي: صلاة الفجر؛ لأنها إنما تجب عند طلوع الفجر؛ ولذلك سُميت صلاة الصبح وصلاة الفجر، «بِالحُدَيْبِيَةِ» اسم موضع قريب من مكة على حدود الحرم من الجهة الغربية، وهي الآن على طريق جدة، تسمى «الشميسي»، هذا محل الحديبية.

قال: «عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ» أي: على إثر مطر. ويسمى المطر سماء لأنه ينزل من السماء، «كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ» يعني: أن هذا المطر نزل عليهم


الشرح

([1])  أخرجه: النَّسَائي في الكبرى رقم (1847).