×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

وقوله: «قَالَ: «أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي...» أي: قال الله عز وجل. فهذا حديث قدسي.

لأن الحديث القدسي: هو ما يرويه الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه لفظًا ومعنى.

والحديث غير القدسي: هو ما كان من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، ومعناه من الله عز وجل.

قوله: «مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ» وذلك بسبب نزول المطر؛ لأن المطر نعمة وابتلاء من الله سبحانه وتعالى. والناس عند النعم ينقسمون إلى قسمين: شاكر لها، وكافر بها. هذا في كل النعم، في المطر وغيره. فالذي ينسبها إلى الله ويحمد الله عليها هذا شاكر لها. والذي ينسبها إلى غير الله هذا كافر بها.

قال: «فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِرٌ بِالكَوْكَبِ» مَن نَسَب المطر إلى الله وفضل الله، وقال: «بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ»، فهذا مؤمن بالله وأن المطر من الله، كافر بالكوكب. بخلاف أهل الجاهلية الذين ينسبون نزول المطر إلى الكوكب.

ولذلك يُستحب للمسلم عند نزول المطر أن يقول: «مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ»؛ كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.

قال: «وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا،» أي: سبب المطر هو طلوع النجم أو غروبه، «فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي وَمُؤْمِنٌ بِالكَوْكَبِ»؛ لأنه نَسب النعمة إلى غير الله عز وجل، وهذا شرك في الربوبية. وقد يكون شركًا أكبر


الشرح