أما الذي يدعي أنه يحب الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقيم الموالد
والاحتفالات المبتدعة، والرسول صلى الله عليه وسلم ينهاه عن البدع والمحدثات، فلا
يطيعه، وإنما يطيع المخرفين والدجالين في هذا - فهذا كاذب في محبته للرسول صلى
الله عليه وسلم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن البدع والمحدثات والخرافات،
ولو كان الناس عليها ولو كان عليها أبوك أو ابنك أو أقرب الناس إليك.
فمَن كان عنده بدعة ومخالفة للرسول صلى الله عليه وسلم، وجب عليك مخالفته
في بدعته. فإذا أطعته فيها كان هذا دليلاً على عدم صدق محبتك للرسول صلى الله عليه
وسلم.
فالحاصل: أن الدليل على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ليس دعوى تقال، أو احتفال
يقام؛ إنما هو متابعته صلى الله عليه وسلم وطاعته فيما أَمَر، وتصديقه فيما أخبر،
واجتناب ما نَهَى عنه وزجر، وأن لا يُعْبَد الله إلاَّ بما شَرَع.
ونحن لا نقبل الدعوى، وإنما نقبل الدليل على الدعوى.
فالذين يعملون بالسُّنة ويتركون البدع، هؤلاء قَدَّموا الدليل على محبتهم
للرسول صلى الله عليه وسلم.
أما الذين يَدَّعُون أنهم يحبونه صلى الله عليه وسلم، ولكنهم يخالفونه فيما
نهى عنه، ويتركون ما أَمَر به؛ طاعة لأنفسهم أو طاعة لغيرهم - فإن هذا دليل على
عدم صدقهم في محبتهم للرسول صلى الله عليه وسلم.
فإذا أراد أحد منا أن يختبر إيمانه، فلينظر إلى موقع هذا الحديث منه ويطبقه
على نفسه، هل الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه؟ هل الرسول صلى الله
عليه وسلم أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين؟ فإن كان كذلك فهو يحب الرسول
صلى الله عليه وسلم.