وقوله: «لاَ يُؤْمِنُ
أَحَدُكُمْ» ليس نفيًا لأصل الإيمان، وإنما هو نفي لكمال الإيمان، أي: لا
يَكمل إيمان أحدكم.
هذا إذا كان يحب الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن لا يقدم محبته على محبة
غيره من الخلق.
أما إذا كان الإنسان لا يحب الرسول صلى الله عليه وسلم أصلاً، بل يبغض
الرسول، فهذا كافر.
فلا يَكمل إيمان العبد ولا يتم حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحب
إليه من نفسه التي بين جنبيه، وأحب إليه من ولده الذي هو بَضعة منه وجزء منه، وأحب
إليه من والده الذي هو أصله والمحسن إليه، وأحب إليه من الناس أجمعين أيًّا كانوا.
وهذا يقتضي أن يُقَدِّم الإنسان طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم على طاعة
غيره: فإذا أَمَرك الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر، وأَمَرك والدك أو والدتك أو
أحد من الناس بأمر يخالف أمر الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فإنه يجب عليك معصية هذا
الأمر، وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وهذا هو الدليل على محبته صلى الله عليه وسلم، أن لا تقدم على محبته شيئًا،
ولا تقدم على طاعته شيئًا؛ لأن طاعته ثمرة محبته.
ومن علامات محبته صلى الله عليه وسلم تَرْك ما لم يشرعه من البدع والمُحْدَثات؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، أي: مردود عليه عمله هذا.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1718).