×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» ([1]). أخرجاه أي: البخاري ومسلم.

قوله: «لاَ يُؤْمِنُ» أي: الإيمان الواجب. والمراد كماله، حتى يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إلى العبد من ولده ووالده والناس أجمعين.

وذلك يقتضي تعظيم أمره ونهيه واتباعه في ذلك دون مَن سواه. ومَن كان كذلك فقد أحب الله كما في آية المحبة.

**********

 هذه هي محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، فكما تجب محبة الله عز وجل تجب محبة رسوله صلى الله عليه وسلم.

ومحبته صلى الله عليه وسلم تابعة لمحبة الله عز وجل، فهي تأتي بعد محبة الله. وكذا محبة كل ما يحبه الله من الأشخاص والأعمال.

وليست محبة الرسول صلى الله عليه وسلم مجرد محبة فقط، بل يجب أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أحب إلى العبد من الولد والوالد ومن كل شيء، هذا دليل محبة الرسول صلى الله عليه وسلم.

أما مَن ادعى محبته صلى الله عليه وسلم، ولكنه يُقدِّم عليه محبة هذه الأشياء، فهو كاذب في دعواه.

فمن قال: أنا أحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم إظهارًا لمحبته.

نقول له: أنت كاذب في دعواك محبته؛ لأن المولد هذا بدعة، والرسول نهى عن البدعة، فلو كنت تحب الرسول لكرهت هذه البدعة وتجنبتها.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (15)، ومسلم رقم (44).