ومن ذلك الذي يُحْدِث البدع التي نهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم،
ففعله هذا دليل على أنه يبغض الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن قال: «أنا أحب الرسول» لأنه لو كان يحب الرسول
لترك ما نهى عنه من البدع.
فالذين يقيمون الاحتفالات والموالد البدعية، ويقولون: هذا دليل على محبة
الرسول صلى الله عليه وسلم.
نقول لهم: كذبتم، هذا دليل على مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم، والمخالفة
تدل على بُغض الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه مَن كان محبًّا للرسول فإنه يتبعه
بفعل ما أمر وترك ما نهى عنه وزجر. وأنتم تفعلون ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه
وسلم وحَذَّر منه، وهو البدع.
إذًا المسألة ليست مسألة ادِّعاء ومسألة مظاهر، بل المسألة حقائق، وعليها
أدلة، ولها شواهد.
وكذلك من علامات محبة الله: أن يكون ما يكرهه الله ويبغضه الله أبغض إليك
من النار ومن العلقم ومن السم، ومن أي مكروه، هذا دليل على محبة الله.
فالمصنف رحمه الله ذَكَر في هذا الباب علامات محبة الله ورسوله، وسيذكر
فيما يأتي النصوص الدالة على صحتها، وما ينافي محبة الله ورسوله، أثبت ذلك بالنصوص
ولم يأتِ بشيء من عنده. وهذه هي الطريقة الصحيحة، أن الإنسان لا يقول قولاً في دين
الله إلاَّ بدليل من كتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم.