×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

 طريقة الوعيدية الخوارج. وليست العبادة مقصورة على الرجاء فقط كما هي طريقة المرجئة.

ولهذا يقول العلماء: «مَن عَبَد الله بالمحبة فقط فهو صوفي، ومَن عَبَد الله بالرجاء فقط فهو مرجئ، ومَن عَبَد الله بالخوف فقط فهو خارجي حَروري» إنما المؤمن هو الذي يعبد الله بمجموع هذه الأمور: بالمحبة والخوف والرجاء والرغبة والرهبة. فينبغي معرفة هذه الأمور.

ثم أيضًا: ليست محبة الله بمجرد الدعوى، ولكن لها علامات وأدلة، مَن أحب الله فإنه يحب ما أحبه الله ويُبغض ما يبغضه. فيحب مَن يحبه الله من الملائكة والأنبياء والأولياء والصالحين والمتقين. ويُبغض الكفار والمنافقين والمشركين ويعاديهم؛ لأنهم أعداء لله وأعداء لرسوله. ويكون ذلك منه دليلاً على محبته لله سبحانه وتعالى.

أما الذي يقول: «أنا أحب الله» ولكنه لا يعادي المشركين ويواليهم، فهذا كذاب.

كذلك مَن يقول: «أنا أحب الله». ويبغض أولياء الله ويعاديهم، هذا أيضًا كذاب.

وكذلك من علامات محبة الله اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لقوله عز وجل: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ [آل عمران: 31].

فطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم دليل على محبة الله.

أما الذي يزعم أنه يحب الله ولكنه لا يتبع الرسول، فهو كذاب.

وكذلك الذي يدعي أنه يحب الرسول، ويرتكب ما نهى عنه، فهو كاذب في حبه للرسول.


الشرح