قوله:
وقوله: ﴿إِنَّمَا يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ
ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ
وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ﴾: أخبر عز وجل أن
مساجد الله لا يَعْمُرها إلاَّ أهل الإيمان بالله وباليوم الآخِر، الذين آمنوا
بقلوبهم، وعَمِلوا بجوارحهم، وأخلصوا له الخشية دون مَن سواه.
فلا
تكون المساجد عامرة إلاَّ بالإيمان الذي معظمه التوحيد، مع العمل الصالح الخالص من
شوائب الشرك والبدع. وذلك كله داخل في مسمى الإيمان المطلق عند أهل السُّنة
والجماعة.
قوله:﴿وَلَمۡ
يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ﴾: قال ابن عطية: «يريد خَشية التعظيم والعبادة
والطاعة. ولا مَحالة أن الإنسان يخشى المحاذير الدنيوية، وينبغي أن يخشى في ذلك
كله قضاء الله وتصريفه» ([1]).
قلتُ:
لأن النفع والضر إنما يكون بمشيئته وإرادته، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
وقال
ابن القيم رحمه الله: «والخوف عبودية القلب، فلا يصلح إلاَّ لله؛ كالذل والمحبة
والتوكل والرجاء... وغيرها من عبودية القلب».
قوله:
﴿فَعَسَىٰٓ
أُوْلَٰٓئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ﴾ [التوبة: 18]،
قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس: يقول: إن أولئك هم المهتدون، وكل «عسى» في القرآن
فهي واجبة ([2]).
**********
([1]) انظر: المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (3/ 16).