×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ جَعَلَ فِتۡنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِۖ الآية.

قال ابن القيم: «الناس إذا أُرسِل إليهم الرسل بين أمرين: إما أن يقول أحدهم: آمنَّا. وإما أن لا يقول ذلك، بل يستمر على السيئات والكفر.

فمن قال: «آمنَّا» امتحنه ربه وابتلاه. والفتنة: الابتلاء والاختبار. ومَن لم يقل: «آمنَّا» فلا يَحسب أنه يُعجِز الله ويَفوته ويَسبقه.

فلابد من حصول الألم لكل نفس آمنت، أو رَغِبت عن الإيمان. لكن المؤمن يَحصل له الألم في الدنيا ابتداء، ثم تكون له العاقبة في الدنيا والآخرة. والمُعْرِض عن الإيمان تحصل له اللذة ابتداء، ثم يصير له الألم الدائم.

والإنسان لابد أن يعيش مع الناس، والناس لهم تصورات وإرادات، فيطلبون منه أن يوافقهم عليها، وإن لم يوافقهم آذَوه وعذبوه. وإن وافقهم حصل له العذاب تارة منهم وتارة من غيرهم...».

إلى أن قال: «فالحزم كل الحزم في الأخذ بما قالت أم المؤمنين لمعاوية: «مَن أرضَى اللهَ بِسَخَطِ الناسَ كفاهُ اللهُ مؤنة الناسَ، ومَنْ أَرْضَى النَّاسَ بسخَطِ اللهِ لم يغنوا عنهم من الله شيئا» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2413)، وابن حبان رقم (277)، وابن الجعد في «مسنده» رقم (1593).