×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

والله عز وجل لا يترك الناس بدون اختبار، قال عز وجل: ﴿أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ ٢وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَٰذِبِينَ ٣ [العنكبوت: 2- 3].

فالمنافق يقول: ﴿ءَامَنَّا، وكذلك المؤمن صادق الإيمان يقول: ﴿ءَامَنَّا، فما الذي يميز بينهم؟ الذي يميز هو الاختبار.

إذا جاء الاختبار تبين المؤمن الذي لا يتزحزح عن إيمانه وعقيدته، ويصبر ويثبت على دينه - من المنافق الذي إذا جاءته الفتنة كفر بالله عز وجل، وخاف من الناس ولم يَخَفْ من الله.

كما حصل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لما خرج المسلمون يوم أُحُد لملاقاة المشركين، رجع المنافقون بقيادة عبد الله بن أُبَي، وتركوا الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

وكذلك في غزوة الأحزاب، يحكي القرآن لنا الفرق بين المؤمنين والمنافقين حين تأتي الشدائد. قال عز وجل: ﴿وَلَمَّا رَءَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ قَالُواْ هَٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۚ وَمَا زَادَهُمۡ إِلَّآ إِيمَٰنٗا وَتَسۡلِيمٗا [الأحزاب: 22]، أما المنافقون، فيقول عنهم: ﴿وَإِذۡ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ إِلَّا غُرُورٗا [الأحزاب: 12]، لما جاء الامتحان تبين النفاق.

وهذا دائمًا وأبدًا في كل زمان، إذا جاءت الشدائد والهزات تكلم المنافقون، وأظهروا ما في أنفسهم. وثَبَت المؤمنون ولا يقولون إلاَّ الحق، ولا يقولون إلاَّ ما فيه خير، ولا يُغَيِّر الامتحان ما في


الشرح