×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

 قلوبهم، بل يَزيدهم قوة وإيمانًا وثباتًا. هذه سنة الله عز وجل في خلقه دائمًا وأبدًا.

قال: ﴿فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ يعني: من أجل قوله: «آمنت بالله» أصابه أذى من الناس ﴿جَعَلَ فِتۡنَةَ ٱلنَّاسِ أي: ما يناله من أذى الناس ﴿كَعَذَابِ ٱللَّهِۖ أي: سَوَّى بين ما يصيبه من الناس وما يصيبه من الله عز وجل، فينقلب على عقبيه!

هذا فِعل المنافق، يفر من أذى الناس إلى عذاب الآخرة، فيكون كالذي استجار من الرمضاء بالنار.

أما المؤمن الصادق، فإنه يَثبت على إيمانه، ويصمد على عقيدته، ويصبر على ما أصابه، ويفر من عذاب الله إلى عذاب الدنيا؛ لأنه أخف وأسهل، ولا يكترث بما يصيبه من أذى الناس، ويصمد ويجاهد ويدافع.

فإذا جاءه النصر في الدنيا فهذه نعمة من الله. وإن أصابه الكرب والأذى فهو في سبيل الله. فهو على خير، سواء انتصر أو لم ينتصر، إن انتصر فهذه نعمة عاجلة، وإن لم ينتصر وأصيب فإنه يفوز برضا الله وبالعاقبة الحميدة.

أما المنافق، فهو في خسران، والعياذ بالله، الذي جعل فتنة الناس كعذاب الله هذا خَسِر، قال عز وجل: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعۡبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرۡفٖۖ فَإِنۡ أَصَابَهُۥ خَيۡرٌ ٱطۡمَأَنَّ بِهِۦۖ وَإِنۡ أَصَابَتۡهُ فِتۡنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ [الحج: 11].


الشرح