ولكن المؤمن يحتاج إلى
تدبر القرآن، ودراسة سِيَر الأنبياء والمرسلين والصالحين والمؤمنين وما جرى عليهم،
وكيف كانت مواقفهم مع المِحن والفتن؛ حتى يقتدي بهم، وحتى يقتنع أن المِحن والفتن
ليست عليه هو فقط، بل هذا شيء جرى على مَن هو خير منه، من الأنبياء والمرسلين
والمؤمنين والصحابة وأتباع الرسل! كالذي جرى على إبراهيم الخليل عليه السلام، لما
أُلقِي في النار من أجل دينه، ومن أجل عقيدته ودعوته! فالمؤمن يقتدي ويصبر ويتسلى
بما حصل لمن قبله.
والشاهد من الآية: ﴿فَإِذَآ
أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ جَعَلَ فِتۡنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِۖ﴾ يعني: يخشى الناس
أشد من خشيته لله عز وجل، فيترك الإيمان ويترك الدين، ويوافق الكفار فيما يريدون
وفيما يطلبون؛ لكي يَسْلَم من أذاهم.
بخلاف المؤمن، فإنه لا يساوم على دينه أبدًا، مهما أصابه من أذى، بل يَثبت
ويَعلم أن هذا ابتلاء وامتحان، وأنه جرى على خير خلق الله مثل ما يجري عليه،
فيَثبت على دينه ولو قُتِل ولو حُرِّق!!