×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: عن أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعًا: «إِنَّ مِنْ ضَعْفِ الْيَقِينِ أَنْ تُرْضِيَ النَّاسَ بِسَخَطِ اللهِ، وَأَنْ تَحْمَدَهُمْ عَلَى رِزْقِ اللهِ، وَأَنْ تَذِمَّهُمْ عَلَى مَا لَمْ يُؤْتِكَ اللهُ إِنَّ رِزْقَ اللهِ لاَ يَجُرُّهُ حِرْصُ حَرِيصٍ، وَلاَ يَرُدُّهُ كُرْهُ كَارِهٍ» ([1]): هذا الحديث رواه أبو نُعَيْم في الحِلْيَة، والبيهقي، وأعله بمحمد بن مَرْوان السُّدي، وقال: ضعيف.

وتمام هذا الحديث «إِنَّ اللهَ بِحُكْمِهِ وَجَلاَلِهِ جَعَلَ الرَّوْحَ وَالْفَرَحِ فِي الرِّضَا وَالْيَقِينِ، وَجَعَلَ الْغَمَّ وَالْحُزنَ فِي الشَّكِّ وَالسَّخَطِ».

قوله: «إِنَّ مِنْ ضَعْفِ الْيَقِينِ»، الضعف - بفتح وسكون، وتُضم ضاده مع سكون العين، وتُحَرَّك عينه مع فتح الضاد -: ضد القوة.

قال ابن مسعود: «اليقين الإيمان كله، والصبر نصف الإيمان» ([2]).

قوله: «أَنْ تُرْضِيَ النَّاسَ بِسَخَطِ اللهِ» أي: أن تُؤْثِر رضاهم على ما يُرضِي الله.

وذلك إذا لم يَقُم بقلبه من إعظام الله وإجلاله وهيبته - ما يمنعه من إيثار رضا المخلوق بما يجلب له سَخَط خالقه وربه ومليكه، الذي يتصرف في القلب.

وبهذا الاعتبار يدخل في نوع من الشرك؛ لأنه آثَر رضا المخلوق على رضا الله، وتَقَرَّب إليه بما يُسخِط الله. ولا يَسْلَم من هذا إلاَّ مَن سَلَّمه الله عز وجل.


الشرح

([1])  أخرجه:أبو نعيم في الحلية (5/106)، والبيهقي في +الشُعَب؛ رقم (1/ 221).

([2])  أخرجه: الطبراني في «الكبير» رقم (8544).