فلا يَجعل الحمد والذم للناس، وإنما يَجعل الحمد لله سبحانه وتعالى. وإذا
لم يحصل له مطلوبه فليصبر، وليعلم أن ما قُدِّر له لابد أن يكون، فليحمد الله
أيضًا.
وليس معنى ذلك ألاَّ يحرص الإنسان على طلب الخير، فقد قال صلى الله عليه
وسلم: «احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ،
وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلاَ تَعْجَزْ» ([1])، فجَمَع بين
الأمرين: الحرص والاستعانة. فالحرص ليس مذمومًا، وإنما المذموم: الاعتماد على
الحرص واعتقاد أن به يحصل المطلوب.
وحديث أبي سعيد رضي الله عنه رواه أبو نُعَيْم في «الحِلْية»، ورواه البيهقي، وهو حديث ضعيف، ولكن الشيخ رحمه الله من
قاعدته: أنه لا يذكر الحديث الضعيف إلاَّ إذا كان له ما يؤيده.
وهذا الحديث تؤيده الآية التي قبله، وهي قوله عز وجل: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ
ءَامَنَّا بِٱللَّهِ فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ جَعَلَ فِتۡنَةَ ٱلنَّاسِ
كَعَذَابِ ٱللَّهِۖ وَلَئِن جَآءَ نَصۡرٞ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا
كُنَّا مَعَكُمۡۚ﴾ [العنكبوت: 10].
هذه قاعدة الشيخ رحمه الله، إذا كان الحديث ضعيفًا وله ما يؤيده، فإنه يسوقه في الباب بعد أن يسوق الدليل الصحيح؛ للاعتضاد به لا للاعتماد عليه.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2664).