قوله:
وعن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنِ الْتَمَسَ
رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَأَرْضَى عَنْهُ
النَّاسَ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ سَخِطَ اللَّهُ
عَلَيْهِ وَأَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاسَ» ([1]). رواه ابن حبان
في صحيحه
قوله:
«مَنِ الْتَمَسَ» أي: طَلَب.
قال
شيخ الإسلام: «وكَتَبَتْ عائشة إلى معاوية - ويُروى أنها رفعته -: «مَن أرضَى
اللهَ بِسَخَطِ الناسَ كفاهُ اللهُ مؤنة الناسَ، ومَنْ أَرْضَى النَّاسَ بسخَطِ
اللهِ لم يغنوا عنه من الله شيئا» ([2]).
هذا
لفظ المرفوع. ولفظ الموقوف: «مَنْ أَرْضَى اللَّهَ بِسَخَطِ النَّاسِ، رَضِيَ
اللَّه عَنْهُ وَأَرْضَى عَنْهُ النَّاسَ. وَمَنْ أَرْضَى النَّاسِ بِسَخَطِ
اللَّهِ، عَادَ حَامِدُهُ مِنَ النَّاسِ ذَامًّا» ([3]).
وهذا
من أعظم الفقه في الدين!
فإن
مَن أرضى الله بسَخَطهم كان قد اتقاه، وكان عبده الصالح، والله يتولى الصالحين،
والله كافٍ عبده، ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ
يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢ وَيَرۡزُقۡهُ
مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ﴾ [الطلاق: 2- 3]، والله يكفيه مؤنة الناس بلا ريب.
ومَن أرضى الناس بسَخَط الله، لم يُغْنُوا عنه من الله شيئًا؛ كالظالم الذي يَعَض على يديه.
([1]) أخرجه: ابن حبان رقم (716).