×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: وعن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنِ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَأَرْضَى عَنْهُ النَّاسَ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاسَ» ([1]). رواه ابن حبان في صحيحه

قوله: «مَنِ الْتَمَسَ» أي: طَلَب.

قال شيخ الإسلام: «وكَتَبَتْ عائشة إلى معاوية - ويُروى أنها رفعته -: «مَن أرضَى اللهَ بِسَخَطِ الناسَ كفاهُ اللهُ مؤنة الناسَ، ومَنْ أَرْضَى النَّاسَ بسخَطِ اللهِ لم يغنوا عنه من الله شيئا» ([2]).

هذا لفظ المرفوع. ولفظ الموقوف: «مَنْ أَرْضَى اللَّهَ بِسَخَطِ النَّاسِ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَأَرْضَى عَنْهُ النَّاسَ. وَمَنْ أَرْضَى النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ، عَادَ حَامِدُهُ مِنَ النَّاسِ ذَامًّا» ([3]).

وهذا من أعظم الفقه في الدين!

فإن مَن أرضى الله بسَخَطهم كان قد اتقاه، وكان عبده الصالح، والله يتولى الصالحين، والله كافٍ عبده، ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢ وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ [الطلاق: 2- 3]، والله يكفيه مؤنة الناس بلا ريب.

ومَن أرضى الناس بسَخَط الله، لم يُغْنُوا عنه من الله شيئًا؛ كالظالم الذي يَعَض على يديه.


الشرح

([1])  أخرجه: ابن حبان رقم (716).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (2413)، وابن حبان رقم (277)، وابن الجعد في «مسنده» رقم (1593).

([3])  أخرجه: القُضَاعي في «الشهاب» رقم (20978).