وكذلك حب الله ورسوله،
وخشية الله، والإنابة إليه، وإخلاص الدين له، والصبر لحكمه، والشكر لنعمه، والرضا
بقضائه، والتوكل عليه، والرجاء لرحمته، والخوف لعذابه... وأمثال ذلك - هي من العبادة
لله.
وذلك أن العبادة لله هي الغاية المحبوبة له
والمرضية له، التي خَلَق الخلق لها».
قوله: ﴿إِنَّمَا
ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ
إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ هذه الآية في سياق الآيات التي ذكرها الله في قصة غزوة
أُحُد، في السنة الثالثة من الهجرة بعد غزوة بدر.
وذلك أن المشركين أرادوا الثأر مما أصابهم من المسلمين في وقعة بدر، فجمعوا
جيشًا وجاءوا غازين رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين في المدينة، وخرج رسول
الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون، والْتقى الجمعان عند جبل أُحُد، قريبًا من
المدينة، ونَظَّم النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين، وأَمَرهم أن لا يفعلوا شيئًا
إلاَّ بأمره، ودارت المعركة، وانتصر المسلمون في أولها، وشَرَعوا يَجمعون الغنائم.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد نَظَّم رماة ووضعهم على الجبل يحرسون ظهور
المسلمين، وأَمَّر عليهم عبد الله بن جُبَيْر رضي الله عنه، فلما رأوا المشركين
يتراجعون ويهربون أمام المسلمين، ظنوا أن المعركة انتهت، وأرادوا النزول من الجبل،
وقد قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنْ
رَأَيْتُمُونَا تَخْطَفُنَا الطَّيْرُ فَلاَ تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ، هَذَا حَتَّى
أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا القَوْمَ