وَأَوْطَأْنَاهُمْ، فَلاَ تَبْرَحُوا حَتَّى
أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ» ([1]).
فلما رأوا المسلمين يَجمعون الغنائم قالوا: ظهر أصحابكم، فما تنتظرون؟!
فقال عبد الله بن جُبَيْر: أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
قالوا: والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة!! فنزلوا وخالفوا قول الرسول صلى
الله عليه وسلم.
فلما رأى المشركون الجبل قد فَرَغ، انقضُّوا على المسلمين من خلفهم دون أن
يشعر المسلمون، فصار المسلمون بين جموع المشركين، وصار على المسلمين ما صار من
العقوبة، واستُشهد منهم سبعون، وأصيب النبي صلى الله عليه وسلم؛ كل هذا لأجل
مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.
فانظروا كيف كانت العقوبة على خيار الخلق لما خالفوا أمر الرسول صلى الله
عليه وسلم ؟!
وانتهت المعركة، وأصاب المسلمين ما أصابهم من القرح الشديد والقتل!
فلما انصرف أبو سفيان من أُحُد ومعه المشركون خرج رسول الله صلى الله عليه
وسلم في أثره حتى بلغ «حمراء الأسد»،
وهي على ثمانية أميال من المدينة؛ ليُرِي الناس أن به وبأصحابه قوة على عدوهم.
فلما عَلِم أبو سفيان بمسير النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إليهم، قذف الله في قلبه وقلوب مَن معه الرعب، وولَّوْا مدبرين.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3039).