×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

ومر بهم رَكْب من عبد القيس، فقال لهم أبو سفيان: أين تريدون؟! قالوا: نريد المدينة. قال: ولِمَ؟! قالوا: نريد المِيرة. فقال: فهل أنتم مبلغون عني محمدًا رسالة أرسلكم بها، وأُحَمِّل لكم إبلكم هذه غدًا زبيبًا بعُكَاظ إذا وافيتموها؟ قالوا: نعم.قال: فإذا جئتموه فأخبِروه أنا قد أجمعنا السير إليه وإلى أصحابه لنستأصل بقيتهم!!

فمر الركب برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بحمراء الأسد، فأخبروه بالذي قال أبو سفيان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ» ([1]).

قال عز وجل في وصف ذلك: ﴿ٱلَّذِينَ ٱسۡتَجَابُواْ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ مِنۢ بَعۡدِ مَآ أَصَابَهُمُ ٱلۡقَرۡحُۚ لِلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ مِنۡهُمۡ وَٱتَّقَوۡاْ أَجۡرٌ عَظِيمٌ ١٧٢ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِيمَٰنٗا وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ ١٧٣فَٱنقَلَبُواْ بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ لَّمۡ يَمۡسَسۡهُمۡ سُوٓءٞ وَٱتَّبَعُواْ رِضۡوَٰنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَظِيمٍ ١٧٤ [آل عمران: 172- 174].

ورجع المسلمون سالمين من أذى الكفار، وألقى الله الرعب في قلوب أعدائهم.

ثم قال عز وجل: ﴿إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ يعني: هذا الذي حصل من المشركين من التهديد، وأنهم سيرجعون إلى المسلمين - إنما هو من الشيطان ﴿يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ أي: يُخوِّف المسلمين بأوليائه، ﴿فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ [آل عمران: 175].


الشرح

([1])  أخرجه: الطبري في تفسيره (4/ 180).